Friday, June 28, 2013

بين الأمومة والنشاط الاجتماعي

ناشطات في صنعاء (تصوير بنجاما فياسك)

أولويتي في الحياة كانت دائما أسرتي حتى أقتحم الربيع العربي عائلتنا. أنا وزوجي كلانا أخذتنا الثورات الحاصلة في بلدينا مصر واليمن. وكوننا كلانا في الغربة، تابعنا الأحداث عن كثب عبر شاشات التلفاز والكمبيوتر. شعرت أنه من واجبي المساهمة في ثورة اليمن بمشاركة العالم ما كان يدور في اليمن لاسيما في ظل التعتيم الإعلامي والتهميش الواضح لثورته.
كان ذلك عندما قررت الاضطلاع بدور آخر، إلى جانب دوري كزوجة وأم على الدوام. أصبحت ناشطة إلكترونية، بدأت أغرد الأخبار (أنشرها على موقع التواصل الاجتماعي التويتر)، أترجم المقالات وأشارك في إدارة صفحة أخباريّة بالإنجليزية على الفيس بوك. أقضي الساعات الطوال في النهار وأسهر الليالي العديدة لصيقة جهاز الكمبيوتر المحمول لتغطية عمليات قتل المعتصمين ونشر مقاطع الفيديو. في بعض الأحيان كان السهر المتواصل إلى صباح اليوم التالي تحديا كوني على موعد مع توصيل أولادي إلى المدرسة أو إعداد وجبة مناسبة لهم.
بسبب البعد عن الوطن، طغى علي شعور واجب خدمة بلدي بأي وسيلة أقتدر عليها، والتي كانت عن طريق الكتابة. ولذلك، أنشأت مدونة خاصة بي، أقوم بنشر وتدوين المقالات والتقيت بمجموعة مذهلة من اليمنيين وأسسنا معاً مجموعة Support Yemen (مبادرة إعلامية تسلط الضوء على القضايا الهامة في اليمن).  يجب أن أعترف أن الثورة جعلتني أعي أشياء كثيرة. لقد عرفتني بالعديد من الناشطين الملهمين اليمنيين والعرب الذين لم أكن لأتعرف عليهم بدون الثورة بأي طريقة أخرى وجعلتني أكتشف هوايتي للكتابة.
كوني أما وأتمنى أن أساهم في صناعة مستقبل أفضل وأكثر إشراقا لأطفال اليمن ضاعف ذلك أيضا من رغبتي في الدعوة إلى التغيير ومنذ ذلك الحين واصلت المهمة. شرحت لأطفالي أهميّة ما كنت أقوم به بالنسبة لي كإنسان، وبالنسبة لبلدي وللعالم. في الغالب أقوم بمشاركة أولادي الكبار منشوراتي لتوعيتهم بالظلم الحاصل حول العالم وأعلمهم لماذا لا ينبغي أن نكون سلبيين تجاه ذلك وأن علينا الدعوة للتغيير. ينبغي أن نعمل ما نستطيع، وقتما نستطيع، عبر إلزام أنفسنا قضايا مختلفة. بالرغم أن أسرتي تقدر وتدعم ما أقوم به، ولكنهم دفعوا ثمن عامي الأول من النشاط وقطعا أنهم لم يسروا.
كنت أناضل أثناء الثورة بين تغطية أخبار اليمن بشكل متواصل على مدار الساعة والأسبوع وبين منح أطفالي الانتباه المعتاد بشكل غير منقوص. واستغرق ذلك وقتا لإيجاد التوازن الصحيح بين أدوار الزوجة، الأم والناشطة. وبالرغم من أنه لا يزال عندي نهم على تويتر،أسست روتين وأدير وقتي الآن بشكل أفضل.
إلى جانب تمكين أطفالنا من القراءة والكتابة، حل المعادلات ومعرفة كيف، لماذا، وأين تدور الأرض حول نفساها، نحن بحاجة لتعليمهم الحياة وأهمية النشاط الاجتماعي لصناعة عالم يسوده السلام لنا جميعا. ومن دورنا كأمهات غرس القيم الصحيحة في أطفالنا وأن نربيهم كمواطنين عالميين عبر تعليمهم قضايا العالم. أريد أطفالي يكبرون وهم على علم بان الأسرة شي هام للشخص ولكنهم أيضا بحاجة أن يرعوا أسر الآخرين في عالمنا. أريدهم إن يعلموا ويقدروا بان تكون ناشطة وأم مهمة صعبة، لكن يجب على احد القيام بذلك!
تم نشر هذا المقال اولاً في صوت اليمن يوم 16 يونيو، 2013

1 comment:

  1. مجهودك اكثر من رائع فعلا و وم صدقية نقل الاخبار مشهودة لكى بالاضافة مجموعة Support Yemen نضالك الالكترونيا لايقل عن نضال الميداين استمرى

    ReplyDelete