Thursday, February 9, 2012

كيف تقتل ثورة ومخلفاتها


                                             
لم اكتب كلمات هذه المدونه انما احببت ان انشرها في مدونتي بعد ان حصلت على موافقة صاحبها الصديق طارق العيني الذي اشاركه الرأي و اتفق معه في اغلب ما عبر عنه في هذه الخطوات التي كتبها في مرحلتين زمنيتين مختلفتين و التي تؤدي لذات النتيجه ... قتل الثوره

                                         كيف تقتل ثوره

١.  تنضم إليها
٢.  تتحدث باسمها
٣.  تفاوض عنها
٤.  تدوّلها
٥.  تعلقها حتى ترتب أمورك وتقوي موقفك
٦سيّسها وحزّبها وعسكرها لتفرق وتشتت شملها
٧راقب وشجع وشارك في الأزمات وتدهور الأوضاع
٨.  تتضامن مع الواقعيينأمثالك لتهميش المتطرفين-الذين كانوا بالأمس قلب الثورة
٩.  أعيد تغليف النظام السابق بشكل مختلف كسلعة جديدة
١٠.  روج سلعتك بتسويق ضماناتك في المزاد السياسي العالمي
١١.  ساهم في اعادة بناء النظام السابق بكل خطواته وحتى اغلب أفراده وتمتع بمرتبه أعلى مما كانت لك سابقاً
بحسب ظني نحن حالياً ما بين النقطة الثامنة والعاشرة وما يقف بين ثورتنا والنقطة الحادي عشرة ما هو إلا وعي الثوار، وان لم نعي ذلك ما سيبقى إلا الوقت للوصول لدولة منهوبة السيادة بنفس مآسي النظام السابق ولو بشكل الطف
فللأسف لم تبقى الثورة على ما بدأت عليه فهي بدأت بمطالبة التغيير الجذري أبتدأ برأس النظام، لكن اليوم في العواصم المختلفة ومع الوفود المختلفة نقدم الضمانات ونطمئن القوى الدولية أن التغير يبدأ وينتهي برأس السلطة، فلا داعي للقلق، التعليم سيبقى حسب ما تريده السعودية والاقتصاد سيبقى على ما يريده البنك الدولي والقوات العسكرية ستبقى على ما تريده أمريكا والسياسة الخارجية ستبقى على ما ينص لنا و و و…  
هل تبقى هذه ثورة؟ إذا على ماذا نلهث وراء الرضاء الأجنبي وهم لم يعملوا شي لحقن دماء البلاد بل زادوا دعمهم العلني والغير علني للقمع في البلاد، ألم تكن السعودية هي من أتت برئيسنا واليست أمريكا هي من أشرفت على أجهزته القمعية؟  وألم يكون هو البنك الدولي الذي فرض الجرع القاسية علينا وأدار اقتصادنا؟
كنا ومازلنا نريد حكومة تخلص للشعب وتخاف الله ولكن أخشى إننا نخاف أمريكا ونخاف السعودية أكثر، وان لم نتخلص من هذه العقدة ونغير أربابنا سيضل الدور الحاسم في إدارة بلدنا لهم فسنضيع ما تبقى من سيادتنا وعند ذلك ما سيكون دور الثائرين وما سيتبقى من  الثورة؟

٨ أكتوبر ٢٠١١م

تم تنفيذ جميع الخطوات الإحدى عشر لقتل الثورة  بدقه ومهارة وألان ما تبقى ألا أسابيع قليلة لكي يعاد “النظام السابق بكل خطواته وحتى اغلب أفراده”
كما حددنا سابقاً هذه الخطوات قتلت الثورة فعلياً ولكن يتبقى لها نبض ضعيف بين الشباب في الميادين وبين الأحرار، وهذا النبض مزعج فللإطمئنان وقبل الدفن يجب التعامل مع مخلفات للثورة: الثوار وأهدافهم
فما فائدة المرتبة الجديدة وأعين الثوار متفلسفه ومراقبة؟ هؤلاء الأطفال لا يدركوا الإلتزامات الدولية ولا محدودية الإمكانيات والإيرادات، كم الديك وكم مرّقه؟ ماذا يبقى من الميزانية لو تم عمل جاد في التعليم والصحة؟ وما فائدة النفوذ الجديد لو القضاء سلطة مستقلة ومهيمنة؟ وكيف تسير كل الأعمال وتغطى كل التجاوزات دون تسييس الأعلام والجيش؟ وما فائدة السلطة لو للمواطن حقوق وطنية؟
فالأن ندخل المرحلة الثانية: مرحلة تهميش وتضييع وتدويخ الثوار وقتل أهدافهم…
كيف تقتل ثورة الجزء الثاني:
١. حول هدف “إسقاط النظام” إلى طلب إهانة وذل رأس النظام السابق فقط
٢. حول “هدف العدالة والكرامة” إلى شعار فارغ من أي مضمون بالرفض عن ذكر الحقوق الوطنية
٣. حول هدف “بناء الدولة المدنية” إلى طلب تغيير رؤوس أجهزة معينة
٤. حول هدف “الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة” لطلب تنصيب مرشح توافقي
٥. حول هدف “الفصل بين السلطات” إلى طلب بسط سلطة الدولة
٦. حول هدف “اللامركزية ” إلى حوار عن مخاطر الانفصال
٧. حول هدف “نهضة تعليمية شاملة” إلى طلب إعادة الأمن
٨. حول هدف “بناء اقتصاد وطني قوي يكفل حياة كريمة” إلى طلب إعادة الكهرباء
٩. حول هدف “إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية” دون ذكر “على أسس وطنية حديثة وبما يضمن حياديتها” لكي تحصر التغيير على أفراد أسرة واحدة وتترك دور الجيش في العبث السياسي والقضائي والإداري والاقتصادي…
١٠. حول “استقلالية السلطة القضائية” إلى طلب سجن وحرق وإعدام رأس النظام السابق فقط فالانتقام اسهل من العدل…
١١. فكك وفرق وشتت شمل التضامن الثوري بالسماح لأي دولة أو جماعة بتمويل كل أنواع الفتن المذهبية والمناطقيه والقبلية والحزبية لكي تعود لسياسة فرق تسد
النظام سقط، ربما… ولكن مؤكد ثورتنا فشلت. كان لدينا فرصة تاريخية في الثورة للحصول على  الحرية والكرامة والعدالة  في يمننا الجديد بالإصرار على الحقوق الوطنية،  لكنا ضيعنا هذه الفرصة…
فنسأل الله يسامحنا على هدر سيادتنا ونسأل  الشهداء مسامحتنا على قبول ما كان يمكن الوصول إليه قبل تضحياتهم العظمى، ونسأل أطفالنا وأحفادنا أن يسامحونا مقدماً على هدر حقوقهم.
وربما بالنسبة لي اسأل علي عبدالله صالح أن يسامحني الظن انه هو السبب الأول لما نحن فيه وتحميله اللوم الأكبر وأنا اليوم أرى  أن غيره لا يختلفوا عنه كثيراً… وفي هذا السياج لكي اكون منصف، اعتذر أيضاً للأمام احمد والبدر، رحمهم الله… حملناكم جميعاً أكثر من اللازم فالمشكلة هي نحن الشعب الذي يسكت ثم ينفجر ولكن لا يفكر ولا يعمل ولا يستفيدفيعيد نفس الأخطاء مرارا وتكراراً
فلا فائدة طالما لم ندرك أن السيادة والحقوق الوطنية لا تنازل عنهم،،،
٨ فبراير ٢٠١٢م

1 comment:

  1. مقال رائع جداً، وكأنك تصفين ما يحدث في مصر الآن، نرجو السلامة ليمن العروبة والكرامة

    ReplyDelete